(فصل
من كتاب: كيف تتعامل مع الشعب المصري)
(لو نسخة الموبايل كلامها ملخبط ياريت تقراها من الكمبيوتر)
(لو نسخة الموبايل كلامها ملخبط ياريت تقراها من الكمبيوتر)
مثل سخيف، اطلقه مجتمع
متطفل..
مثل يعبر عما يتصف به
الإنسان المصري من تدخل سافر في أمور الآخرين، وانتقاده لأمورهم الخاصة، ونقده ما
لا يخصه من أوضاعهم الشخصية.
رجل مهذب، ودود، لا يثير
المشاكل، ولا توجد فيه - على ما يبدو - اي عيوب مؤثرة. ولكنه مع ذلك لا يُعجب من
حوله لسبب وحيد، هو إنه يروح عن نفسه كل يومين، بتمشية بسيطة في الشوارع المحيطة
بمنزله.
- إيه
المشكلة في كده طيب؟ إيه الي مضايقك؟
- أصل
هو أقرع.
- نعم؟
أقرع؟... قصدك أقرع يعني بيقرع؟.. فشار يعني؟
- لأ..
قصدي أقرع يعني ماعندوش شعر
-
(فترة صمت).. وده مضايقك في ايه؟
- الي
مضايقني إنه رغم كونه أقرع، إلا إنه نزهي
آآآه.. كان من المفروض أن
يمنعه القرع من التنزه... كان من المفروض أن يُغير مجرى حياته لأنه أقرع... وواضح
طبعاً انها مشكلته الوحيدة، لأنه لو وُجدت أية مشاكل أخرى لذكرها على الفور هذا
المثل المتربص. فكان ساعتها سيُقال:
"أقرع
ودمه تقيل ونزهي" أو "أقرع وبيعاكس ونزهي" أو "أقرع وبيرمي الزبالة في الشارع ونزهي"
فواضح إذن أن القرع هو
المأخذ الوحيد على هذا الرجل الشريف. ومع ذلك فهو لم ينل رضا اهل المنطقة، بسبب
نزهاته المتكررة.
وكان المطلوب منه أن
يكتفي بالمشاوير الضرورية، سواء دراسة أو عمل أو ماشابههما. وبمجرد العودة، كان
عليه أن يلزم بيته، ولا يفكر مطلقاً في الخروج. وإن واتته فكرة التنزه، ما عليه
سوى ان يقف أمام المرآة، ويمعن النظر إلى قرعته الناصعة، ثم يطلق تنهيدة حارة،
ويتخلى بعدها عن فكرة الخروج مقدماً بذلك فروض الولاء والطاعة للمجتمع المصري.
وعلى فكرة ساعتها ماكانوش
هايسيبوه في حاله. كانوا هايقولوا عليه راجل رخم، وكئيب ومابيحبش حد.
الراجل ده اتصرف صح.
تجاهل رأي الدائرة المحيطة به من الآراء، وانطلق مستمتعاً بحياته، منطلقاً في
النزهة تلو الأخرى. وقد وضع لنا قاعدة أساسية في التعامل مع الشعب المصري وهي
التجاهل التام لرأيهم فيما لا يخصهم، طالما لم يتجاوز كونه رأياً.
وهو بالمناسبة ليس الضحية
الوحيدة للمبدأ، بل هو مجرد مثل لمن يجرؤ على تحدي ظروف حياته الصعبة، ليفعل ما
يفعله ذوو الظروف الأفضل، أو ربما يتجرأ ويفعل ما لم يفعلوه. مثل أن تحصل فتاة
يتيمة على درجة الماجستير، أو يشتري شاب متوسط الحال عربية بالقسط، أو يصطحب موظف
حكومي بسيط، أسرته في رحلة إلى شرم الشيخ بالطائرة.
كل هؤلاء معرضين
لإعتبارهم قُرع، ونُزهية. وبعد تصنيفهم سيتطور الكلام عنهم تطوراً سخيفاً:
- وهي هاتعمل إيه في شغلها وقت الإمتحانات؟
- بس مايبقاش بقى ييجي يستلف قسط العربية
- طيارة؟ وكان عامل نفسه مش قادر يركب سوبر جيت
هكذا يتم التعليق في مصر
على أي أقرع نُزهي
لا تلتفت إلى هؤلاء، واستمر
في نزهاتك..
للأسف الكاتب بدل ما يركز في شغله او يعمل ماجيستير او يعمل حاجه مفيدة تنفعه قاعد يكتبلي عن الامثال الشعبيه و لا كأنه انيس منصور... فعلا هو ده بجد اللي اقرع و نزهي...
ReplyDelete